ايها الطيف

رأيتني بين يديك ورأيتني منفية عنك ورأيتني بيني وبينك بحر ولمست يدي قميصك ثم رأيتني بعيدة وهالة منك تصحبني ثم رأيتني بعيدة ولا شئ منك يصحبني فأدركت اني في حلم لا صحوة منه الا الحلم ومشيت وما خاطبت احدا الا اشار علي بالمسير فلاقتني ظلال ليس لها شجر ولكنها ظللتني وغفوت قليلا فرأيتني بيني وبينك جبل ومنحدر وسهول ورأيتني بين يديك ومنفية عنك ولمست يدي قميصك فادركت اني في الحلم الذي اسلمني الي حلم لا يقظة منه وانما الحلم الذي يليه وقلت ايها الطيف اسلك شعاب الجبل والمنحدر واذا لاحت طريق اودعتها رجائي ومشيت ولم اعثر علي الهواء في اعلي الجبل ولم اعثر علي الينبوع في اسفل المنحدر بل تراءت لي الوحشة في هيئة الشوك فاسلمت وجهي للتعب وغفوت ورأيتني بين يديك علي مقربة منك ومنفية عنك ولمست يدي قميصك وادركتني الطراوة وعرفت انها ليست في شئ انما يجدها النائم واقفة في الحلم الذي اسلمني الي حلم لا صحوة منه الا اذاتلمست يداك الباب الذي منه ادخلك الطيف واضلك وقال لا تبحث عني لئلا تجدني وما وجدني العابرون الا في حلم لا يقظة منه لانه ليس حلم النوم بل حلم اليقظة ولا ينهض اليقظان من نوم ولا ينهض النائم من موت وليس الا النسيان

قلت ايها الطيف : أينا يحيا ؟ اني ابصر من يشبهني في الحلم الذي يبصرني فيه اراني ضللت الطريق تسلمني الشعاب الي شعاب واراه ضل الطريق تسلمه الشعاب الي شعاب ايضا وما ظننته العيش كان حلما ابصرته وما ظنه العيش كان حلما ابصره , ابصرناه معا الحلم الذي ما كنت فيه وكان عيشي والحلم الذي ماكان فيه وكان عيشه وحسبنا معا ان الاخر منا يحيا وان الاخر منا اضله الطيف اذ ادخله الي الحلم لا يقظة منه الا الحلم الذي يليه فأينا ايها الطيف شقيق غربتك ؟ الحفاة جعلوا الطريق اليك متاها والحمالون انفقوا الحياة سعيا وراء الحلم الذي يفضي بهم اليك والاحياء اشقاء لنا حلموا ذات يوم انهم يحيون وصدقوا وما زالوا ايها الطيف يصدقون